البشارة عيد وطني مشترك بين المسلمين والمسيحيين

youssef

يوسف شويري | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

أصبح اللقاء المسلم المسيحي, حول مريم العذراء في مدرسة سيدة الجمهور, تقليدا سنويا نحتفل فيه سوياً على الصعيد الوطني من كل عام في25آذار؛ كان هذه السنة في الرابع من نيسان. انه الطريق المستدام في الحوار المنفتح والاخوي بين اللبنانيين حيث مريم العذراء تجمعنا. فيؤّدون المسلمون والمسيحيون من خلال هذا الايمان المشترك لسيدتنا مريم العذراء, التكريم والشكر لها إذ إنها الامرأة نفسها التي نتكلم عنها في الانجيل والقرآن. من ناحية أخرى أهمية مريم العذراء في هذا العيد يعود الى مكانتها على الصعيد الروحي والديني.

 عصمة مريم العذراء –

ان مريم العذراء معصومة من الشر ومن الشيطان, يعني عصمة مريم العذراء من الخطيئة الاصلية وهو ميل الانسان الى الشر أو قدرة الشيطان. يمسه كل البشر الشيطان عندما يولد بآستثناء مريم. إذ قالت أم مريم حنة عندما ولدتها : “وإني سميتها مريم. وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم”. (سورة آل عمران ٣\٣٦).

 طهارة مريم –

يمكننا القول أن مريم عفيفة نقية في فكر الله من هنا الطهارة والعفة وغياب للشهوة الجسدية: “قالت أنىَّ يكون لي غلام, ولم يَمْسَسْني بشرٌ”.(سورة مريم 19\20) ؛ “فأجابها الملاك : “إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك(…)””. (لوقا 1\35).

 إختيار مريم –

ونفهم أهمية مريم العذراء في مشروع الله الخلاصي في فكرة “الله اصطفاك” : “يا مريم! إن الله اصطفاك. وطهَّرك. واصطفاك على نساء العالمين.” (آل عمران ٣\٤٢). فهي نذير الرب قبل أن تولد وهي المولود الوحيد المعصوم من كل خطيئة والموصوف بالطهر والقداسة وكل عيب ودنس. ونرى الإنعامات التي خصها الله بها وعصمتها من الخطيئة : “”فدخل إليها (الملاك) فقال “إفرحي, أيتها الممتلئة نعمة, الرب معك” ؛ “فقالت مريم : “أنا أمة الرب, فليكن لي بحسب قولك””. (لوقا 1\28 ؛ 1\38).

 “عيسى بن مريم” –

فمريم ولدت عيسى من غير أن يمسسها رجل وبذالك آمتازت على جميع نساء العالمين. عيسى بن مريم يعني المسيح الذي يمسح بالميرون, مسح بالطهر من الذنوب وهو “الكلمة” التي بشرها الملاك لمريم : “إذ قالت الملائكة : يا مريم ! إن الله يبشرك بكلمة منه آسمه المسيح عيسى آبن مريم, وجيها في الدنيا والآخرة(…)”.(آل عمران 3\45-46).

إن الله لم يتكلم مع أحد مواجهة إلا مع مريم العذراء. إن سيدتنا مريم هي بفكر الله هي وآبنها عيسى : “أذكر في الكتاب مريم”.

هذه الأيقونة مستوحات من أيقونة بيزنطية من التراث اليوناني القديم والتي تنتمي إلى التقليد جبل آسوس Mont Assos. على اليمين يمكن أن نقرأ الآيات من إنجيل القديس لوقا (1\28-35). ومن اليسار سورة آل عمران المأخوذة من القرآن (96\41-46).

أصبحت الأيقونة رمز من رموز التلاقي ,معا حول سيدتنا مريم, من قبل قدامى مدرسة اليسوعية سيدة الجمهور لبنان. الأيقوة هي رمز معبر من خلال الرسم والكتابة, على أهمية تقرب الله من الانسان. فهذا الوجود الروحي والملائكي يعلن بمجد عظيم الحبل بها بلا دنس.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *