حجر وإيمان!!

روني القنصل | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

مع الانتشار المتزايد لفيروس كورونا “كوفيد-19” حول العالم وما نجم عنه من مخاوف غير مسبوقة، دخلت الديانات السماوية على الخط لتقديم إرشادات وتعليمات  لتابعيها حول كيفية الوقاية من الفيروس والتصدي له.

فبعد إعلان  الحكومة الإيطالية حالة الطوارئ في البلاد أعلن الفاتيكان، السبت 7 آذار2020، أن البابا فرانسيس قرر إقامة صلاة الأحد بالبث المباشر عبر الإنترنت، وذلك على خلفية المخاوف المرتبطة بتفشي فيروس كورونا الجديد. وبعد أسبوع أعلن الفاتيكان أن كافة صلوات عيد الفصح هذه السنة ستجری في ساحة القديس بطرس بدون مشاركة المصلين على خلفية تفشي فيروس كورونا المستجد. وأوضح الفاتيكان أنه “حتى 12 نيسان، كل اللقاءات العامة وصلوات التبشير التي يجريها قداسة البابا ستكون متوفرة فقط عبر البث المباشر على موقع أخبار الفاتيكان الرسمي”.

وفي ظل هذا الإغلاق الرسمي للكنائس باشرت بعض الكنائس بإيجاد بدائل عن حضور المصلين  للصلوات حيث كانت إحدى تلك البدائل  إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، كصفحة الأرثوذكسية في زمن الكورونا على الفيس بوك التي تهدف إلى تسهيل متابعة الصلوات اليومية والخدمة الروحية ونقل القرارات الكنسية المتعلقة بهذه المرحلة الدقيقة.

إضافة إلى ذلك أطلق بعض الشبان تحدي “إيمانك بقويني” على الفيس بوك حيث يقوم الناشر بنشر آية أو مجموعة من الآيات من الكتاب المقدس والإشارة إلى شخص أخر ليقوم بنشر آيات آخرى ومتابعة هذا التحدي لينتشر بشكل أوسع. ويهدف ذلك التحدي إلى زيادة قراءة الكتاب المقدس لدى العوام في هذه الفترة العصيبة  وفي ظل غياب الصلوات والكنائس.

وبخصوص هذه البدائل علقت الباحثة الاجتماعية رولا تلحوق – دكتورة في جامعة القديس يوسف، بيروت – بأن النقطتين جيدتين لأن الهدف هو مساعدة الناس على الصلاة ففي النقطة الأولى الهدف هو متابعة الصلوات الليتورجية تحت رعاية الكهنة، أما النقطة الثانية هدفها متابعة قراءة الكتاب المقدس.

وهنا يجب السؤال إلى متى ستبقى الشعائر الدينية معلقة؟؟ والأهم من ذلك: إلى متى ستبقى قوة الإيمان مزروعة في قلوبنا وتشجعنا على إيجاد حلول وبدائل في فترة انقطاعنا عن الصلوات والكنائس؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *