عندما يتكلم البابا عن الايدز ووسائل منع الحمل

البابا: استخدام الواقي الذكري يفاقم مشكلة الايدز. وفرنسا: هكذا موقف سيعرَض للخطر إجراءات حماية الحياة الإنسانية في مواجهة الإيدز

حسن دياب | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام 

أثار البابا بنديكت السادس عشر جدلاً واسعاً عندما أعلن في الطائرة التي كانت تقله إلى الكاميرون وأنغولا في آذار/مارس 2009 أن إستخدام الواقي الذكري “يفاقم مشكلة الإيدز” المتفشي في القارة السمراء، ودعا الأساقفة الكاميرونيين الى “الدفاع بحزم عن القيمالأساسية للعائلة في أفريقيا التي تواجه تداعيات الحداثة والعلمانية على المجتمع التقليدي”.وحتى الأن كان الفاتيكان يعارض إستخدام أي نوع من أنواع منع الحمل حتى إن كان الهدف الوقاية من الأمراض المعدية التي تنتقل عدواها بالممارسة الجنسية مثل الإيدز

تداعيات الموقف في الشارع

تداعيات هذا الموقف ظهرت عاجلاً في باريس حيث وقع إشتباك بين نشطاء مكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة وشبان كاثوليك مؤيدين للبابا خارج كاتدرائية نوتردام، وذلك عندما حاول بعض النشطاء توزيع أعداد من الواقي الذكري ونددوا بمواقف البابا الرجعية.

ردود الفعل في الوسط الطبي

حصدت تصريحات البابا ردود فعل كثيرة في الوسط الطبي، وقال آلان فوغيه عضو الحركة الكاميرونية للدفاع عن الحق في العلاج، في تعليق على تصريحات البابا “إنه أمر مذهل حقاً، هل يعيش البابا في القرن الواحد والعشرين؟!” وأضاف “لن يفعل الناس ما يقوله البابا، إنه يعيش في السماء ونحن نعيش على الأرض”. كما أعلنت بياتريس لومينيه المسؤولة عن الوقاية من الوباء في منظمة أطباء العالم الإنسانية “إن نتائج هذه الرسالة خطيرة جداً عندما تصدر في القارة الأفريقية حيث يعيش ثلثا المصابين بالفيروس”.

قلق فرنسي

كما أعلنت فرنسا عبر وزير خارجيتها عن قلقها البالغ من تداعيات هكذا موقف مما سيعرَض للخطر إجراءات حماية الحياة الإنسانية في مواجهة الإيدز، كما أنه يتعارض مع كافة الجهود التي بذلتها الحكومات الإفريقية والجهات غير الحكومية المعنية بمكافحة هذا المرض.

رد الفاتيكان

وفي المقابل، الأب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الفاتيكانان قال “إن البابا أراد أن يشدد بقوة على أنه لا يمكن معالجة مشكلة الإيدز عبر توزيع الواقي الذكري فقط، إنه حل غير أخلاقي ويجب العمل على أنسنة العمل الجنسي لا تسخيف العملية الجنسية. ويجب أن يعتبر الناس أن الجنس هو تعبير عن الحب”.

تراجع البابا

ثم ما لبث ان تراجع الفاتيكان، ولاول مرة في تاريخه، عن معارضته لاستخدام الواقي الذكري، وذلك في كتاب “نور العالم” الذي يتضمن مقابلات مع البابا، وردا على السؤال حول ما اذا كان بالامكان القول ان “الكنيسة الكاثوليكية ليست بشكل مطلق ضد استخدام الواقي؟” اجاب البابا انه يجيز هذا الامر فقط “في بعض الحالات عندما تكون النية الحد من مخاطر العدوى، وقد يكون هذا الامر الخطوة الاولى لفتح الطريق امام حياة جنسية اكثر انسانية تعاش بشكل مختلف”.

الايدز بالارقام

ويشار إلى أن أكثر من 22 مليون شخص في الصحراء الكبرى مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، فإن تسعة من أصل 10 من الأطفال المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في العالم يعيشون في المنطقة التي تحوي 11.4 مليون يتيم بسبب الإيدز، في حين توفي نحو 1.5 مليون شخص بالمرض في عام 2007 وحده.

هذا الجدل يثير اشكالية، انه، لماذا أدلى البابا بموقفه في أفريقيا وليس في أوروبا؟ وما أثر الضغوط الإعلامية في قرارات الفاتيكان؟

الاجهاض والموت الرحيم للأطفال ونظرة الأديان

نور قنصل | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

أكّد البابا فرنسيس في التاسع عشر من شهر شباط 2016 في تصريحاته التي أدلى بها داخل الطائرة خلال رحلة العودة من المكسيك تأكيده أن الاجهاض والموت الرحيم من الجرائم غير أنه لفت الى أن اعتماد وسائل منع الحمل “ليس شرا مطلقا” في حالات استثنائية وذلك ردا على سؤاله عن سبل مكافحة وباء زيكا.

كلمة قتل هي للشرير والمجرم أما الرحمة فهي للمحب ولله ولكن خلط الكلمتين لتبرير عمل موت إنسان ، يمزج الأحاسيس ليجعل الشرّ يظهر بأنه خير، والخير شرّ والنتيجة هي قتل روح والتعدي على الحياة في أولها (الإجهاض)، في مراحلها أو في آخرها،القتل الرحيم أو ما يسمى  (اليوثانيجيا).

إذا كان القتل بدافع الرحمة يعني إنهاء حياة إنسان فإن الأديان كلّها تحرّم ذلك تحريماً مطلقاً وتعتبره جريمة قتل، لأن الله هو الوحيد الذي يحيي ويميت. فالديانتان – اليهودية والمسيحية – تحرّمان القتل بحسب الوصية الخامسة من الوصايا العشر ” لاتقتل ” والكنيسة ترفض الإجهاض والموت الرحيم بشكل قطعي.

أما عن رأي الإسلام بهذه المسألة فهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدلّ على أن الموت هو من حق الله وحده واهب الحياة. وحرص الإسلام على حياة الإنسان ولم يجعل النفس ملكاً حتى للإنسان ذاته، وإنما هي ملك لله استودعه الله إياها، فلا يجوز للانسان التفريط فيها بواسطة الغير ولو كان طبيباً يهدف إلى إراحة الطفل المريض من آلامه.

وقال البابا فرنسيس ردا على سؤاله عن سبل مكافحة وباء زيكا. “أنه يجب عدم المزج بين السوء الناجم عن تفادي الحمل وبين الاجهاض”.

الاجهاض ليس مشكلة لاهوتية بل هو مشكلة بشرية وطبية. حيث يتم قتل انسان لانقاذ آخر. هذا شر بحد ذاته، ليس شرا دينيا بل شر بشري”.

وأضاف البابا أن تفادي الحمل ليس شرا مطلقا و حض الاطباء على بذل قصارى جهدهم لايجاد لقاحات وأدوية لوباء زيكا.

ومن وجهة نظر أخلاقية حول طرق منع الحمل الاصطناعية، فبرأي الأب إيدغار الهيبي  وسائل منع الحمل الاصطناعية تأتي بقطار الضو الليمونة وليس في قطار الضو الأحمر , أي أنه من الممكن قبول هذه الوسائل ببعض الظروف التي هي بين النعمة والخطية وبالرض

المراجع
www.France24.com
www.marcharbel.lilhayat.com

البشارة عيد وطني مشترك بين المسلمين والمسيحيين

youssef

يوسف شويري | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

أصبح اللقاء المسلم المسيحي, حول مريم العذراء في مدرسة سيدة الجمهور, تقليدا سنويا نحتفل فيه سوياً على الصعيد الوطني من كل عام في25آذار؛ كان هذه السنة في الرابع من نيسان. انه الطريق المستدام في الحوار المنفتح والاخوي بين اللبنانيين حيث مريم العذراء تجمعنا. فيؤّدون المسلمون والمسيحيون من خلال هذا الايمان المشترك لسيدتنا مريم العذراء, التكريم والشكر لها إذ إنها الامرأة نفسها التي نتكلم عنها في الانجيل والقرآن. من ناحية أخرى أهمية مريم العذراء في هذا العيد يعود الى مكانتها على الصعيد الروحي والديني.

 عصمة مريم العذراء –

ان مريم العذراء معصومة من الشر ومن الشيطان, يعني عصمة مريم العذراء من الخطيئة الاصلية وهو ميل الانسان الى الشر أو قدرة الشيطان. يمسه كل البشر الشيطان عندما يولد بآستثناء مريم. إذ قالت أم مريم حنة عندما ولدتها : “وإني سميتها مريم. وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم”. (سورة آل عمران ٣\٣٦).

 طهارة مريم –

يمكننا القول أن مريم عفيفة نقية في فكر الله من هنا الطهارة والعفة وغياب للشهوة الجسدية: “قالت أنىَّ يكون لي غلام, ولم يَمْسَسْني بشرٌ”.(سورة مريم 19\20) ؛ “فأجابها الملاك : “إن الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك(…)””. (لوقا 1\35).

 إختيار مريم –

ونفهم أهمية مريم العذراء في مشروع الله الخلاصي في فكرة “الله اصطفاك” : “يا مريم! إن الله اصطفاك. وطهَّرك. واصطفاك على نساء العالمين.” (آل عمران ٣\٤٢). فهي نذير الرب قبل أن تولد وهي المولود الوحيد المعصوم من كل خطيئة والموصوف بالطهر والقداسة وكل عيب ودنس. ونرى الإنعامات التي خصها الله بها وعصمتها من الخطيئة : “”فدخل إليها (الملاك) فقال “إفرحي, أيتها الممتلئة نعمة, الرب معك” ؛ “فقالت مريم : “أنا أمة الرب, فليكن لي بحسب قولك””. (لوقا 1\28 ؛ 1\38).

 “عيسى بن مريم” –

فمريم ولدت عيسى من غير أن يمسسها رجل وبذالك آمتازت على جميع نساء العالمين. عيسى بن مريم يعني المسيح الذي يمسح بالميرون, مسح بالطهر من الذنوب وهو “الكلمة” التي بشرها الملاك لمريم : “إذ قالت الملائكة : يا مريم ! إن الله يبشرك بكلمة منه آسمه المسيح عيسى آبن مريم, وجيها في الدنيا والآخرة(…)”.(آل عمران 3\45-46).

إن الله لم يتكلم مع أحد مواجهة إلا مع مريم العذراء. إن سيدتنا مريم هي بفكر الله هي وآبنها عيسى : “أذكر في الكتاب مريم”.

هذه الأيقونة مستوحات من أيقونة بيزنطية من التراث اليوناني القديم والتي تنتمي إلى التقليد جبل آسوس Mont Assos. على اليمين يمكن أن نقرأ الآيات من إنجيل القديس لوقا (1\28-35). ومن اليسار سورة آل عمران المأخوذة من القرآن (96\41-46).

أصبحت الأيقونة رمز من رموز التلاقي ,معا حول سيدتنا مريم, من قبل قدامى مدرسة اليسوعية سيدة الجمهور لبنان. الأيقوة هي رمز معبر من خلال الرسم والكتابة, على أهمية تقرب الله من الانسان. فهذا الوجود الروحي والملائكي يعلن بمجد عظيم الحبل بها بلا دنس.

 

التعصب القومي أشد خطراً من التعصب الديني

anni

أني بارودجيان | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

لا يختلف التعصب في معناه على أرض الواقع بين أن يكون تعصباً بسبب الدين وأختلاف العقيدة، تعصباً بسبب القومية والعرق والأنتماء ولعل شواهد كثيرة من ذلك كما حصل في التعصب التركي والإبادة التي قام بها الأكراد بحق الأرمن والأضطهاد الذي يتعرض له الأكراد كذلك وتصنيفهم بالأرهابيين تحت مسمى حزب العمال الكردستاني.

وحصلت جرائم إبادة نادت بها كثير من المنظمات والمؤسسات الإنسانية وهذا التعصب لا يقل خطورتاً عن التعصب الديني وما عانته الأقليات من أضطهاد في العراق وسوريا بل في منطقة الشرق الأوسط ككل بسبب الأختلاف في الدين والمعتقد.

“الأرمن شعب وقضية”

سنة بعد سنة أصبحت الشعوب العربية والغربية تتعرف أكثرعلى هذا الشعب وحضارته التي هي من أعرق حضارات الأرض وأغناها وهي اول دولة في العالم تعتنق المسيحية ديانة رسمية عام٣٠١ميلادي قبل كل الدول المسيحية الأخرى.

في٢٤نيسان عام ١٩١٥م، تعرضت لأول واكبر جريمة أبادة ذهب ضحيتها أكثر من مليون ونصف المليون إنسان على يد السلطة العثمانية وحصيلة هذه الإبادة العنصرية لا تنحصر فقط بالخسائر البشرية أذ تعرضت أرمينيا للنهب والدمار وأفرغت معظم الأراضي الأرمنية من أصحابها الأصليين وأزيلت ألاف القرى حتى الكنائس والأديرة والأثار التاريخية كانت خير شاهد على ما جنته أيدي الأتراك لهذا لم تسلم بدورها من النهب والتدنيس والحرق والتفجير بالديناميت، وزيادة على ذلك إن الأتراك العثمانيين كانوا يميّزون الأرمن بالنعت المشؤوم (كيافور) الذي يكمن فيه نمط الإهانة والتمييز العنصري.

كانت العلاقة بين الشعبين الأرمني والكردي جيدة وعاشوا على مدى عشرات القرون جنباً الى جنب فكان لكل أرمني صديق كردي يناديه (كيرفا) ويعتبرونه صديقاً عزيزاً للأسرة الأرمنية وكانوا يد الإنقاذ بعضهم لبعض في مواجهة الأتراك ولم يكن ذلك ليجد هوى في نفوس المستبدّين الأتراك فقد حثوا الأكراد على الأرمن فوقعت صدامات عديدة بينهما.

كما عمل الجيش التركي تقتيلاً في الأكراد بلا رحمة واعتقل رؤساء القبائل ودمروا بيوتهم وممتلكاتهم وبدأت عملية تتريك الأكراد بواسطة إكراههم على الإسلام، يتعرض الأكراد الى يومنا هذا للأضطهاد والتعسف والمضالم من السلطات التركية وتطبق أزاء الشعب الكردي سياسة الإبادة العنصرية.

“الأحلام الطورانية لا تزال تدغدغ مخيلة الأتراك”

هكذا كان حال تركيا في الماضي وفي الوقت الحالي أيضاً يستغلون الدين الإسلامي لأهدافهم السياسية والأقتصادية والعكسرية ينادون أنهم من أفضل الأمم والشعوب (لأنهم من أصل طوراني) وهم ذاتهم الذين قصفوا بمدافعهم وقذائفهم الكعبة الشريفة في مكة المكرمة وهدموا مقام إبراهيم أثناء الحرب العالمية الأولى وهم نفسهم اليوم يتنكرون بأسم داعش ويقومون بتخريب الحضارة والأماكن التاريخية في العراق وسوريا وتدمير الكنائس وتشريد وتهريب الناس من بيوتهم.

اليوم تعد أرمينيا دولة حرة مستقلة، لكن الأرمن لم ينالوا جميع حقوقهم بعد أذ لم تعاقب تركيا منفذة جرائم الإبادة بحق الأرمن الى يومنا هذا ومازالت معظم الأراضي الأرمنية يرزح تحت الأحتلال التركي والأرمن سيتابعون كفاحهم لإسترداد حقوقهم المسلوبة، وأسترجاع أراضيهم المحتلة.

لا يستطيع أحد أن ينكر حقيقة وجود وحش العنصرية النتن قابعاً في قعر مستنقع عالمي لا يتوانى بين حين وآخر أن يطل برأسه مذكراً بوجوده يبخ سمومه هنا وهناك،اذاً التعصب مرض خطير يهدد أمن وأستقرار البشرية أينما كان وحيثما كان هذا التعصب.

 

دورات الزواج

ميرا عثمان | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

يعرف الشاب اللبناني في أيامنا هذه بأنه خبير في تأسيس شركات ناجحة في حين أنه يفشل فشلاً ذريعاً في تأسيس شراكة زوجية، ناجحة ومستقرة.

بحسب الدراسات والإحصاءات الأخيرة، يشهد لبنان ارتفاعاً ملحوظاً في نسبة الطلاق ويعود ذلك للتغير الذي طرأ على حياة المواطنين. فبعد أن كان هؤلاء يتزوجون طالبين السترة، بدأوا اليوم بتحويل الزواج لخليط ما بين العقل والعاطفة. وفي ظلّ اندماج الدين بالأحوال الشخصية في لبنان واعتباره بأنه رباط مقدس ومبارك، بات من الضروري دراسة مدى فعالية دورات الزواج في الديانة المسيحية في الحد من الطلاق.

 تعريف دورات الزواج

قبل إتمام أي زواج، يمر الزوجان في فترة لإتمام بما يسمى بدورات الزواج. بحسب الأب طوني برهوم في كنيسة مار الياس في زحلة، يشارك الزوجان خلال دورات الزواج في دورات تثقيفية عن الدين المسيحي وعن الحياة بكل تفاصيلها. أما بعد ذلك، ينقلون الى ما يقارب ستة جلسات مع الكاهن لرؤية مدى اتفاق الطرفين وجهوزيتهما للزواج. خلال تلك الجلسات، يتطرق الكاهن الى جميع المواضيع الاجتماعية، الشخصية والاتفاقية بين الطرفين من خلال أكثر من مئة سؤال. تتم عملية دورات الزواج الى ما يقارب السبعة أشهر، فتكون تلك الفترة فترة تأخير للزواج.

مع جميع تلك الاحتياطات، لا يزال يشهد لبنان على نسبة طلاق عالية، فكيف من الممكن ان نقول بأن تلك الجلسات هي فعالة إذا كانت نسبة أبديتهم ضئيلة.

 شهادة حيّة

لإضافة الشهود، تكلمنا مع ريتا التي انتهى زواجها منذ ما يقارب السنة بعد خمسة سنين من الزواج. تقول ريتا: “لقد كنا مقتنعين ببعضنا كثيراً، ومررنا بتلك الدورات على مدى سبعة شهور ولكن لم يطول زواجنا أكثر من خمسة سنوات بعدما كثرت المشاكل”.

أضافت ريتا بأن تلك الدورات هي بمثل تنوير للروح ولكن الواقع قد يحمل لنا بعض الحالات المستعصية التي تجر الإنسان بالتوقف في مكان معين.

ومن هنا تساءلت ريتا لماذا لا يتوجه الزوجين الى الزواج المدني حيث يتزوجون ويطلقون بسهولة وبسرعة جيدة حاصلين على جميع حقوقهم المدنية ويباركون زواجهم بإيمانهم بالله ووجوده معهم الى الأبد؟

 الزواج هو اتفاق بين طرفين على الحب والإخلاص الأبدي، باركه لله بالزواج الديني وتأتي الكنيسة للتأكد من تكميل الطرفين لبعضهم البعض من خلال دورات الزواج ومع ذلك تبقى نسبة الطلاق عالية في مجتمعنا. فما الحل؟

هل يتعارض التبرع بالأعضاء مع أخلاقيات الدين المسيحي؟

الياس الخوري | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

لعلً أول ما يخطر على أذهاننا عندما نسمع ” التبرع بالأعضاء ” هو أنه شيء محرًم دينياً إذ أنه يشوًه جسد الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله ويدعو للعبث بمشيئة الله وقضائه، إلا أنً الحقيقة هي بعكس ذلك تماماً. فالكنيسة لا تجد في ذلك تشويه للجسد أو خدش لحيائه أو لكرامته، فهي ترى أن ما يشوًه الانسان هو أعماله السيئة والعيش بالخطيئة والبعد عن الله. موقف الكنيسة من وهب الأعضاء لا يقف عند السماح به وحسب، بل أنها تدعوا لذلك وتشجعه لأنها ترى في ذلك تجسيد لتعاليم السيد المسيح التي أوصانا بها بالمحبة والتضحية وبذل الذات من أجل القريب.

فمن الناحية اللاهوتية يقول الأب إدغار الهيبي ممثلاً صاحب الغبطة مار نصرلله بطرس صفير، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة: “إن الكنيسة تؤمن أن الله تجسّد، أي صار إنساناً، وبتجسده أدخل الإنسان بكل أبعاده في سرّ محبته اللامتناهية. مما يجعل من المسؤولية الطبية والاجتماعية في زرع الأعضاء دعوة ايجابية مقدّسة في خدمة الإنسانية، شرط ألًا تتعارض مع كرامة الإنسان بكل أبعاده. والايمان بأن الإله المخلص يسوع المسيح تجسّد ومات ثم قام يؤكّد على أن الخلاص الحقيقي لا ينحسر بمفهوم الصحة الجسدية والحياة الأرضية. إنما يتخطاها الى عالم اللقاء الأبدي بسر المحبة الأبدية. وبالتالي على الوعي الطبّي والاجتماعيّ في زرع اعضاء ألا يمزج بين مفهومَيّ الصحة والخلاص.”

وبالحديث مع الأب عامر قصًار وجدنا بأنه وعلى الرغم من تأكيد الكنيسة على ضرورة منح الأعضاء في حالات معينة لإنقاذ حياة شخص آخر، إلا أنً هناك أمور يجب مراعاتها أثناء القيام بهذه العملية ومنها:

  • الحصول على الموافقة الخطيًة للشخص المانح إذا كان على قيد الحياة، أما إذا كان المتبرع متوفيً، فإما أن تكون عملية وهب الأعضاء مذكورة في وصيته أو أن تقوم عائلته بالتوقيع على الموافقة.
  • أن يكون بكامل قواه العقلية والذهنية.
  • أن يقوم بالتبرع بملء إرادته وليس بالرغم أو الإكراه.
  • التأكيد على أن يكون الهدف من وهب الأعضاء هو هدف إنساني بحت وغايته إنقاذ حياة مريض أو المساعدة في تخفيف الألم عنه وألًا يكون هناك أيًة أهداف تجارية من وراء ذلك
  • أن يكون المتبرع بالغ وراشد وقادر على اتخاذ قراراته.

وبالرجوع للكتاب المقدس ولوعظة البابا شنودة حول موضوع وهب الأعضاء، نجد أنه ستشهد بالعديد من النصوص الدينية التي تؤكدت على موضوع البذل والعطاء ومنها قول السيد المسيح ” ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن احبائه “( يو 15:13) وأيضاً كما جاء في رسالة القديس بولس الرسول لأهل غلاطية:
“لأني أشهد انه لو أمكن لقلعتم عيونكم أعطيتموني”(غل 4: 15 )
وقول السيد المسيح في العشاء الأخير: ” خذوا كلو هذا هو جسدي” وأيضاً قوله ” خذوا اشربوا من هذا كلكم، هذا هو دمي دم العهد الجديد الذي يسفك من أجلكم لمغرفة الخطايا” وبهذا نجد كيف أن المسيح قد وهبنا جسده ودمه من أجل خلاصنا وتخفيف آلامنا وتحريرنا من الخطيئة الأصلية”

فالكنيسة تؤكد على إرادة الحياة وبذل الذات من أجل الآخر وتدعم وهب الأعضاء لما في ذلك من خير على البشرية وحفاظ على حياة الناسوهذا ما أكده البابا شنودة في وعظته قائلاً: ” الدين يأمر بعمل الخير. وما أجمل أن يعمل الإنسان الخير في حياته، متبرعاً بعضو لا يفقده الحية. كما يعمل الخير أيضاً بعد مماته، بتبرعه (عن طريق وصية مكتوبة) ببعض أعضائه لإنقاذ غيره أو لفائدة العلم. والغير يرد هذا الجميل، بأن يوصي بأعضاء منه بعد موته لإنقاذ آخرين.

“الأبونا” اين هو من اليوم من يومياتنا, بعدما كان الأكثر تواجدا في ماض لبناني قريب؟؟

إيلي كرش | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

منذ سنين الطفولة و نحن نسمع كلمة يدور حولها هالة كبيرة من الإحترام التمجيد و التقدير, كلمة يحسسب لها الحسبان في كل الضيع و القرى اللبنانية.

“الأبونا”

هذا الإنسان الذي لطالما كان له إحترام, مكانة و هيبة, كرست له و على مدى عصور وجودا مصيريا, عائلي و مناطقي و حتى سياسي بكثير من الاوقات, وجود ساهم, دافع و غير بمصير الكثير من المعارك و الحروب التي طالت لبنان و ضيعه.

“الأبونا” و ما زلت أذكر إلى الآن “خوري الضيعة” “أبونا مخايل زريبة” الذي كان و بمثابة نائب وزير لبل حتى زعيم ذاك الزمن الجميل. و الذي كان يملك مفاتيح الحلول أجمعها بيده.

“ألأبونا” الذي كان رأيه محتم و مطلوب بأغلب الأمور و على جميع الأصعدة و الذي كان غالبا هو من يفض النزاعات و يسوي الأمور العالقة.

“الأبونا” و ماذا تغير اليوم؟؟؟

ماذا حصل في الآونة الأخيرة ؟؟؟ لماذا لم يعد لديه الوجود نفسه؟؟؟

ما الذي إستجد اليوم ؟؟؟ و لماذا الأبونا لم يعد الأبونا؟؟؟

ما الذي إستجد اليوم؟؟؟ و هل هناك من مستجدات ؟؟؟ و هل نحن نعيش هذا الوهم؟؟؟.

هل من تغيرات؟؟

أم نحن نسعى نحو التطور و التقدم التكنولوجي و الإجتماعي ما عداه هو “الأبونا”.

ما الذي تغير اليوم بقصة الأبونا؟؟؟

“النظرة المعلبة عن “الأبونا” و هناك الكثير من الأفكار نطرحها بهذا الشأن فمثلا على سبيل المثال ” الخوارني بحبو المصاري, الخوارنة فاسدين…” كما هناك صورة الكاهن المأثور بالأسرار و نستصب فكرة أن يكون لل”أبونا” دور آخر في الرعية أو في حياتنا” هكذا علق الأب “باتريك كساب” الكاهن الثلاثيني – خادم كاهن رعية مار يوسف حارة صادر برج حمود – على موضوع الأبونا في عالم اليوم, وهو من الكهنة الذين عرفوا كيف يكون لهم وجود فعال و مفيد في رعاياهم.

لنعد قليلا لقصتنا نحن, نحن نعيش بزمن تطور و تقدم تكنولوجي و إجتماعي, سرعة و تواصل و لا نتقبل أنفسنا  دون المستوى المطلوب و على جميع الأصعدة, أضف إلى ذلك أننا نساعد و نشجع اي انسان بحاجة او يبغي الوصول و التطور.

مهلا ماذا عن “الابونا” ؟؟؟

اليس بإنسان؟؟

إنسان يعلم يتعلم يساعد يسمع و يحضر ليكون على قدر مسؤولياته و دعوته؟؟؟

كيف؟؟؟ و نحن واقفين منتظرين مترقبين متربصين يدنا على الزنات نصرخ و نوجه إصبعنا نحو “الأبونا”

ببساطة القصة سهلة للغاية!!

فلنحاول روئية “الأبونا” بعين التطور و التقدم الذي نحن نعيشه, سنرى و ببساطة “ألأبونا” تماما كما كانوا يرونه من قبل و ببساطة “الأبونا”

ختاما سأتوجه برسالة إلى “الأبونا” لأقول:

“أبونا” أنت إنسان و لديك الحق بما لدينا. لكن!!! كهنوتك يتطلب منك ما لا يتطلبه منا فكن “ألأبونا” لأن “ألأبونا” بخطر.

أجراس المشرق فلتُقلَعْ ……

يبدو العنوان صادماً حقاَ ولكن الأرقام والإحصاءات التي تتوالى عن هجرة المسيحيين من الشرق أو تهجيرهم القسري تكاد تكون مرعبة، حيث أصبحت مهددة بالزوال و خاصة في العراق و سورية او إن تكلمنا عن الشرق الأوسط عموماَ حيث تواجدوا فيه أكثر من ألفي سنة و في أرض خرج منها السيد المسيح، وبسبب الأوضاع المزرية في العراق و الحرب الدائرة في سورية منذ أربعة أعوام كانت آليات التكيف و البقاء للأقلية المسيحية صعبة ان لم نقل مستحيلة و ذلك لعدة أسباب منها الحرب و الوضع الاقتصادي و لعل السبب الأوضح لنا هو ظهور جماعات متطرفة أصبحت تهدد و تسيطر وترتكب جرائم تجعل ممن سمع أو رأى يسارع ليؤمن حياة آمنة في أماكن لجوء و قد تكون حياة صعبة او بائسة و لكنها تحافظ على روحه و حياة أطفاله بأضعف الأحوال.
حيث ارتكبت داعش وأخواتها في الفترة الأخيرة عدة مجازر ومنها في الموصل والحسكة شمالي سورية طرحت العديد من الأسئلة لماذا المسيحي يفر هارباَ من غزاة ولا يدافع عن أرضٍ جذوره فيها موغلة في القدم، أم أن رغبة الحياة أقوى من رغبة الموت لديه ؟؟
إن واقع الحال ينبئ بانقراض المسيحية من هذه المنطقة بسبب الصعوبات والمآسي التي جابهتها وتجابهها رغم أنها ليست من أصعب الظروف التي مروا بها خلال الألفي سنة الماضية ولكن الإنسان في القرن الواحد والعشرون قد فتحت له أبواب عديدة وسهلت التكنولوجيا الكثير من المعوقات ولم يعد يحتمل التهميش والظلم والاعتداء.
.وقد نكون متشائمين ولكن يبقى الأمل بأن تعود أجراس المشرق لتقرع من جديد لا تُقلع والعلم عند الله.

أدهم حنين حلاق

“داعش” يسرق الإسلام

ISIS

منذ ظهور ما يسمّى بتنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام “داعش”، بات هذا الشعار في الصورة أعلاه أشهر من أن يعرف، بعد أن اعتمده التنظيم شعارا له. ففي جميع البيانات الصحفيّة التي تصدر عنه والصور والافلام المسجلة المليئة بالعنف والقتل، نرى ” محمد رسول الله “، وبكلمات أخرى نرى “الإسلام” جزءً من الصور… ولكن هل تعلمون أنَّ هذا الشعار ليس لداعش؟
كجزء من استراتيجية التواصل المحترفة التي يتبعها التظيم لتأكيد شرعيته وارتباطه بالدين الاسلامي، أخذ الكثير من الرموز والشعائر الإسلاميّة وادعى ملكيتها.

ولمعرفة لمن يعود هذا الشعار، سألنا القاضي الشيخ محمد أبو زيد، قاضي المحكمة الشرعية في صيدا، جنوب لبنان الذي أكّد بحسب أحاديث عدة أنّ ” النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يختم الرسائل الرسمية الموجهة منه إلى الملوك والحكّام بهذه العبارة “محمد رسول الله” (تقرأ في الصورة من الأسفل الى الاعلى).

واعتبر ابو زيد أن غاية “داعش” هي للترويج لنفسها خاصة وأن هذا النقش ” كان يحمل دلالات على أن صاحب هذ الخاتم هو صاحب السلطة الرسميّة في الدولة… لكن أصبح هذا التقليد ممنوعا”.
ولدى سؤالنا عن كيفية استرجاع الرمزيّة الحقيقيّة لهذا الختم، أشار القاضي الى انه “لا ينبغي أن ينشغل المسلمون بتتبع من يستعمل هذا النقش، لأن هذه الشعارات وغيرها كانت تستخدم قبل ظهورهذه الجماعات بقرون””

اذًا “داعش” سرق ختم النبي محمد واعتمده شعارًا لاقناعنا بإسلامه. ولكن الأهم، هل سرق عقولنا وعزائمنا أيضًا ؟

من أجل تديّنٍ أفضل

في مجتمعٍ مليء بالمظاهر، طغت هذه الأخيرة على الجوهر في العديد من المجالات ولا سيما الدين. إذا ما راقبنا عن بعد لوجدنا نسبة كبيرة من الممارسين يلجأون إلى الطقوس البحتة والعبادات المجرّدة، لتغدو هذه الطقوس المبالغة بمثابة مخدّرٍ ليرتاح الضمير ويختفي المرض. هل الدين أخلاق؟ أم أنّه ممارسة وعبادة فحسب؟ في نقاش مع بعض الشبّان الملتزمين دينيًّا مسيحيًّا، ركّز البعض على أن الممارسات والطقوس هي الأهم، وآخرون ركّزوا على أنّ الإيمان هو الأهم، ولكنَّ الرأي المعتدل كان حكرًا على قلّة منهم، فلا يمكن للطقوس أن تحلّ محلّ المساعدة وأعمال الرحمة، وهذا ما نجده في كافة الأديان، وسأستشهد في ديانات هذه المنطقة اي المسيحية والإسلام واليهوديّة. فنجد في رسالة القدّيس يعقوب الرسول آية صريحة تقول: “الإيمان دون الأعمال ميت” (يعقوب 2: 17) وهي تشرح ذاتها. أمّا في القرآن الكريم فنجد هذه الآية من سورة البقرة: “يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ” (215). وفي التلمود تشديدٌ واضحٌ على أن الصّدقة مهمّة أكثر من كل الأمور الأخرى. بالنتيجة، لا يمكن لنا من الاختباء وراء الطقوس والعبادات المجرّدة بل الأولى أن نتجه نحو الصدقة والإحسان وعمل الرحمة إلى جانب تلك، حتى تكون العبادة كاملة وترتقي بالمجتمعات الإنسانيّة من حدود الأنانيّة إلى التديّن الحقيقي.

لؤي نبيل الحكيم