الربيع العربي أصبح شتاء بالنسبة للمسيحيين

الصور من اليمين: متظاهرون يمشون في شارع الحبيب بورقيبة بمدينة تونس في تونس، متظاهرون يتجمعون بميدان التحرير بالقاهرة، مئات الآلاف من المتظاهرين بمدينة صنعاء في اليمن، متظاهرون بمدينة البيضاء في ليبيا، متظاهرون في دوار اللؤلؤة بالبحرين، متظاهرون في مدينة دوما قرب العاصمة السورية دمشق.

الصور من اليمين: متظاهرون يمشون في شارع الحبيب بورقيبة بمدينة تونس في تونس، متظاهرون يتجمعون بميدان التحرير بالقاهرة، مئات الآلاف من المتظاهرين بمدينة صنعاء في اليمن، متظاهرون بمدينة البيضاء في ليبيا، متظاهرون في دوار اللؤلؤة بالبحرين، متظاهرون في مدينة دوما قرب العاصمة السورية دمشق.

 

أخذ عدد المسيحيين في الشرق الاوسط بالانخفاض ، بسبب عوامل كثيرة: منها معدَلات  الولادات مقارنة مع المسلمين و الهجرة الواسعة النطاق بسبب الاضطهادات و معادات المسيحيين .

شكّل المسيحيون في لبنان قبل الحرب الأهليّة 65% من السكان و نما بدأت تنخفض للوصول الى 40% بسبب الهجرة.

 

الثورات العربية او الربيع العربي

بدأت حروب الربيع العربي اواخر عام 2010 ومطلع 2011 متأثرة بالثورة التونسية تحت غطاء الديمقراطية وإحترام حقوق الانسان والحفاظ على الحريّات والأقليّات الدينيّة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الى أين تحوَل مسار هذه الحرب؟ ما مصير مسيحيي البلاد العربية؟ لماذا تسهّل السفارات الأوروبية والأميركية  والأسترالية هجرة المسيحيين؟ هل  المخطط هو ان يمحوا كل أثر مسيحي من الشرق؟

بروفيرا فيوريلو النائب في البرلمان الأوروبي وعضو في كتلة نواب أوروبا حرَة وديمقراطية، سمَى منطقة الشرق الأوسط أخطر مكان للمسيحيين و ألقت أيان خرسي علي، نائبة ليبرالية في البرلمان الصومالي، اللّوم على المجتمع الدولي لفشله في التعامل مع ما نعتبره حرباً ضدّ المسيحيين في العالم الاسلامي.

و صرَح مارون لحَام، رئيس اساقفة تونس،أنّ”العرب المسيحيين يعيشون في جو من التخوّف مما قد يحدث بعد سقوط الانظمة القديمة، ومن ان يتحوّل الربيع العربي الى شتاء بالنسبة اليهم”. و يعود هذا التخوّف حسب رأيه،”الى صعود الإسلام السياسي و التخوّف من أن تعود هذه الأنظمة الى تطبيق الشريعة”.

تحول مسار الثورات

في العراق مثلاً،  بدأت الحرب بالبحث عن الاسلحة الكيميائية و ضد حكم صدَام و ما لبثت أن تحوّلت إلى أعمال عنف طائفي أدّت الى إستهداف المسيحيين لأسباب عديدة منها: الدافع الديني للمتطرفين الذين يريدون إخلاء البلاد من العناصر غير المسلمة.

في مصر، رأينا  كيف تحوّلت المظاهرات ضد المسيحيين وكيف أدّت الى اضطهادهم إن لم يقفوا مع المتشددين ضد الدولة والجيش اللذين هم الحامي الوحيد لهم. و كما قال مونيتنيور الأقباط كيريلوس ويليام انّ المسيحيّون يُعتبرون من الدرجة الثانية وتزرع الكراهية ضدَهم في المدارس.

أما في سوريا، بدأت المظاهرات بتغيير النظام والإنتهاء من حكم الطغاة وسرعان ما تحوّلت شعارات المتظاهرين الى : “العلوي عالتابوت والمسيحي عا بيروت”.

نتائج الحروب الهمجية

اليوم، تواجه دول الربيع العربي، بلا استثناء، مشكلات عديدة واحباطات متزايدة جعلت البعض يتحسّر على أنظمة بائدة. فاليوم نشاهد تلك الجماهير نفسها التي خرجت تطالب بإسقاط الأنظمة الفاسدة، تخرج مجدداً تنادي بسقوط أنظمة جاء بها الربيع العربي.

الخوف اليوم هو في استمرارية الصراع الطائفي بل المذهبي مع الصراع الإتني الذين استشروا في الجسد الشعبي العربي: الأقباط والمسلمون في مصر، التوتر السني/ العلوي/ الكردي/ المسيحي في سوريا، وكذلك السني/ الشيعي، والعربي/ الكردي في العراق، دون أن ننسى الانقسامات المتعددة الأبعاد في لبنان، و اثآرها على مسيحيي دول الربيع العربي وعلى تزايد هجرتهم هرباً من هذا الواقع الأليم.

ولكن، ربما ما يزال من المبكر السقوط في حفرة التشاؤم المطلق..

ميراي ابي دامس عيد