هل الصلاة ضرورة في وقتنا الحالي ؟
إلى المصلين: في الصمت الداخلي تتكلم الروح عودة إلى الذات والاختلاء مع الله
إن إنسان كل الأزمنة لا يمكنه أن يضع جانباً الإستفسار والسؤال عن معنى وجوده الذي يبدو مظلماً ومحبطاً إن لم يوضع في إطار علاقة مع الله ومشروعه للعالم، ومما لا شك فيه إن الرغبة في الله هي محفورة في قلب كل إنسان، وهذا التوق يقود الإنسان إلى كمال الله مقدماً له الصلاة كعرفان وشكران لجميل نعمه. ليصبح الإنسان جميلاً من الداخل وحكيماً. وبناءاً على ما تقدم يمكن الجزم أن الصلاة هي اللقاء الأمثل بين الإنسان وخالقه وبين الإنسان وأخيه الإنسان.
إن الحياة تصبح فارغة من أي معنى بدون الصلاة التي تنفتح على ملكوت الله وأسراره، ويجب علينا أن نتعلم كيف نعيش بعمق أكبر في علاقتنا مع الله
الصلاة حاجة إنسانية
الإنسان يعد من الخطوط الهامة والأساسية في الرؤية الكونية، فكون أن هناك قدرة حكيمة أوجدته فمن الطبيعي أن يكون لخلقه وحضوره هدف ومقصد يليق بعظمة المخلوق وكمال الخالق ف ” الهدف هو رفعة الإنسان وتكامله اللامتناهي والعودة إلى الله وظهور الخصال الحسنة فيه وطاقاته وقابلياته وتوظيفها بأجمعها في طريق الخير واصلاح النفس والعالم والناس”
والصلاة هي المدخل الطبيعي و الوحيد لصناعة الخير وهي حاجة إنسانية، ” وكل إنسان يدرك أنه خليقة الله ومن يريد أن يعبد الله حقاً يمضي إليه مصلياً قانتاً راكعاً ساجداً بنفسه على الأرض، فالصلاة تظهر حقيقة العلاقة بين الله والإنسان عندما يسجد على قدميه أمام الله بمبادرة حرة”
فالصلاة هي الحرية التي تحررنا من عبودية المعصية والخطيئة وهي التي تعرِفنا على ذاتنا، فنخرج بها إلى الصلاح والخلاص.
عند التكلم عن الصلاة لا يمكن أن نغفل الإيمان إذا لا يمكن ممارسة الصلاة من دون ممارسة الإيمان، إذ إن الصلاة تدفعنا إلى مخاطبة الله الذي نؤمن به، فمن دون الإيمان به لا يمكن التوجه إليه بالصلاة . و في هذا المجال كنا قد إستصرحنا بعض المواطنين :
حيث أفاد المواطن ريان الهبر بهذا الخصوص قائلا : لا أؤمن بالأديان و هذا الموضوع لا يشغلني بشيء و أفاد بأنه ملحد .
و من جهته دعا الأب جوزيف جبارة: إلى لقاء الله الذي بمحبته لنا كل يوم لن نرتاح حتى نلاقيه ففي صمتنا نناديه و في صلاتنا نلاقيه و في سجودنا نناجيه .
و يرى الأستاذ محمد جابر : انه قريب من الصلاة و بالتالي قريب من الله.
إن المجتمعات اليوم وأكثر من أي وقت مضى على اتصال واحتكاك مستمر بعضها ببعض، ومكتوب لها أن تتعارف وتتلاقى لتتآلف وتتحابب فيكون لها الإزدهار والإستقرار والأمن والآمان العقائدي والفكري إنطلاقاً من ممارسة الوحدة بالتنوع.
لذلك لا بد أن تأخذ الصلاة مكانتها التي تستحقها في دروس الدين بالمدارس والجامعات الإسلامية والمسيحية والعمل على تفعيل هذا الموضوع المهم, فتطرح الصلاة بلغة الفن والإبداع والفلسفة الروحانية ليتمتع في أسرارها كل فرد حسب إمكانياته وهذا يحتاج إلى جهود كبيرة وطاقات راشدة وحكيمة ومراكز أبحاث.
وبناءاً عليه لابد من القول أن الصلاة هي ضرورة كونها صلة وصل بين الله و الإنسان و بين الشركاء في الوطن, فالصلاة الصحيحة النابعة من الحق تكون في العيش بكرامة
______________
الحسيني، علي، كتاب الصلاة، جمعية المعارف، بيروت، 2013، ص 2.
المصدر السابق، ص267
وسام دندشي