هل يتعارض التبرع بالأعضاء مع أخلاقيات الدين المسيحي؟

الياس الخوري | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

لعلً أول ما يخطر على أذهاننا عندما نسمع ” التبرع بالأعضاء ” هو أنه شيء محرًم دينياً إذ أنه يشوًه جسد الانسان الذي خلقه الله على صورته ومثاله ويدعو للعبث بمشيئة الله وقضائه، إلا أنً الحقيقة هي بعكس ذلك تماماً. فالكنيسة لا تجد في ذلك تشويه للجسد أو خدش لحيائه أو لكرامته، فهي ترى أن ما يشوًه الانسان هو أعماله السيئة والعيش بالخطيئة والبعد عن الله. موقف الكنيسة من وهب الأعضاء لا يقف عند السماح به وحسب، بل أنها تدعوا لذلك وتشجعه لأنها ترى في ذلك تجسيد لتعاليم السيد المسيح التي أوصانا بها بالمحبة والتضحية وبذل الذات من أجل القريب.

فمن الناحية اللاهوتية يقول الأب إدغار الهيبي ممثلاً صاحب الغبطة مار نصرلله بطرس صفير، بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للموارنة: “إن الكنيسة تؤمن أن الله تجسّد، أي صار إنساناً، وبتجسده أدخل الإنسان بكل أبعاده في سرّ محبته اللامتناهية. مما يجعل من المسؤولية الطبية والاجتماعية في زرع الأعضاء دعوة ايجابية مقدّسة في خدمة الإنسانية، شرط ألًا تتعارض مع كرامة الإنسان بكل أبعاده. والايمان بأن الإله المخلص يسوع المسيح تجسّد ومات ثم قام يؤكّد على أن الخلاص الحقيقي لا ينحسر بمفهوم الصحة الجسدية والحياة الأرضية. إنما يتخطاها الى عالم اللقاء الأبدي بسر المحبة الأبدية. وبالتالي على الوعي الطبّي والاجتماعيّ في زرع اعضاء ألا يمزج بين مفهومَيّ الصحة والخلاص.”

وبالحديث مع الأب عامر قصًار وجدنا بأنه وعلى الرغم من تأكيد الكنيسة على ضرورة منح الأعضاء في حالات معينة لإنقاذ حياة شخص آخر، إلا أنً هناك أمور يجب مراعاتها أثناء القيام بهذه العملية ومنها:

  • الحصول على الموافقة الخطيًة للشخص المانح إذا كان على قيد الحياة، أما إذا كان المتبرع متوفيً، فإما أن تكون عملية وهب الأعضاء مذكورة في وصيته أو أن تقوم عائلته بالتوقيع على الموافقة.
  • أن يكون بكامل قواه العقلية والذهنية.
  • أن يقوم بالتبرع بملء إرادته وليس بالرغم أو الإكراه.
  • التأكيد على أن يكون الهدف من وهب الأعضاء هو هدف إنساني بحت وغايته إنقاذ حياة مريض أو المساعدة في تخفيف الألم عنه وألًا يكون هناك أيًة أهداف تجارية من وراء ذلك
  • أن يكون المتبرع بالغ وراشد وقادر على اتخاذ قراراته.

وبالرجوع للكتاب المقدس ولوعظة البابا شنودة حول موضوع وهب الأعضاء، نجد أنه ستشهد بالعديد من النصوص الدينية التي تؤكدت على موضوع البذل والعطاء ومنها قول السيد المسيح ” ليس لأحد حب أعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن احبائه “( يو 15:13) وأيضاً كما جاء في رسالة القديس بولس الرسول لأهل غلاطية:
“لأني أشهد انه لو أمكن لقلعتم عيونكم أعطيتموني”(غل 4: 15 )
وقول السيد المسيح في العشاء الأخير: ” خذوا كلو هذا هو جسدي” وأيضاً قوله ” خذوا اشربوا من هذا كلكم، هذا هو دمي دم العهد الجديد الذي يسفك من أجلكم لمغرفة الخطايا” وبهذا نجد كيف أن المسيح قد وهبنا جسده ودمه من أجل خلاصنا وتخفيف آلامنا وتحريرنا من الخطيئة الأصلية”

فالكنيسة تؤكد على إرادة الحياة وبذل الذات من أجل الآخر وتدعم وهب الأعضاء لما في ذلك من خير على البشرية وحفاظ على حياة الناسوهذا ما أكده البابا شنودة في وعظته قائلاً: ” الدين يأمر بعمل الخير. وما أجمل أن يعمل الإنسان الخير في حياته، متبرعاً بعضو لا يفقده الحية. كما يعمل الخير أيضاً بعد مماته، بتبرعه (عن طريق وصية مكتوبة) ببعض أعضائه لإنقاذ غيره أو لفائدة العلم. والغير يرد هذا الجميل، بأن يوصي بأعضاء منه بعد موته لإنقاذ آخرين.

“الأبونا” اين هو من اليوم من يومياتنا, بعدما كان الأكثر تواجدا في ماض لبناني قريب؟؟

إيلي كرش | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

منذ سنين الطفولة و نحن نسمع كلمة يدور حولها هالة كبيرة من الإحترام التمجيد و التقدير, كلمة يحسسب لها الحسبان في كل الضيع و القرى اللبنانية.

“الأبونا”

هذا الإنسان الذي لطالما كان له إحترام, مكانة و هيبة, كرست له و على مدى عصور وجودا مصيريا, عائلي و مناطقي و حتى سياسي بكثير من الاوقات, وجود ساهم, دافع و غير بمصير الكثير من المعارك و الحروب التي طالت لبنان و ضيعه.

“الأبونا” و ما زلت أذكر إلى الآن “خوري الضيعة” “أبونا مخايل زريبة” الذي كان و بمثابة نائب وزير لبل حتى زعيم ذاك الزمن الجميل. و الذي كان يملك مفاتيح الحلول أجمعها بيده.

“ألأبونا” الذي كان رأيه محتم و مطلوب بأغلب الأمور و على جميع الأصعدة و الذي كان غالبا هو من يفض النزاعات و يسوي الأمور العالقة.

“الأبونا” و ماذا تغير اليوم؟؟؟

ماذا حصل في الآونة الأخيرة ؟؟؟ لماذا لم يعد لديه الوجود نفسه؟؟؟

ما الذي إستجد اليوم ؟؟؟ و لماذا الأبونا لم يعد الأبونا؟؟؟

ما الذي إستجد اليوم؟؟؟ و هل هناك من مستجدات ؟؟؟ و هل نحن نعيش هذا الوهم؟؟؟.

هل من تغيرات؟؟

أم نحن نسعى نحو التطور و التقدم التكنولوجي و الإجتماعي ما عداه هو “الأبونا”.

ما الذي تغير اليوم بقصة الأبونا؟؟؟

“النظرة المعلبة عن “الأبونا” و هناك الكثير من الأفكار نطرحها بهذا الشأن فمثلا على سبيل المثال ” الخوارني بحبو المصاري, الخوارنة فاسدين…” كما هناك صورة الكاهن المأثور بالأسرار و نستصب فكرة أن يكون لل”أبونا” دور آخر في الرعية أو في حياتنا” هكذا علق الأب “باتريك كساب” الكاهن الثلاثيني – خادم كاهن رعية مار يوسف حارة صادر برج حمود – على موضوع الأبونا في عالم اليوم, وهو من الكهنة الذين عرفوا كيف يكون لهم وجود فعال و مفيد في رعاياهم.

لنعد قليلا لقصتنا نحن, نحن نعيش بزمن تطور و تقدم تكنولوجي و إجتماعي, سرعة و تواصل و لا نتقبل أنفسنا  دون المستوى المطلوب و على جميع الأصعدة, أضف إلى ذلك أننا نساعد و نشجع اي انسان بحاجة او يبغي الوصول و التطور.

مهلا ماذا عن “الابونا” ؟؟؟

اليس بإنسان؟؟

إنسان يعلم يتعلم يساعد يسمع و يحضر ليكون على قدر مسؤولياته و دعوته؟؟؟

كيف؟؟؟ و نحن واقفين منتظرين مترقبين متربصين يدنا على الزنات نصرخ و نوجه إصبعنا نحو “الأبونا”

ببساطة القصة سهلة للغاية!!

فلنحاول روئية “الأبونا” بعين التطور و التقدم الذي نحن نعيشه, سنرى و ببساطة “ألأبونا” تماما كما كانوا يرونه من قبل و ببساطة “الأبونا”

ختاما سأتوجه برسالة إلى “الأبونا” لأقول:

“أبونا” أنت إنسان و لديك الحق بما لدينا. لكن!!! كهنوتك يتطلب منك ما لا يتطلبه منا فكن “ألأبونا” لأن “ألأبونا” بخطر.