الحجاب خيار أم فريضة : جدلية المفاهيم بين الدين والمجتمع

وليد البعاج | الدبلوم الجامعي في الأديان والإعلام

من القضايا التي لا زال الجدل محتدم  فيها هي مشروعية الحجاب ومقبوليته في المجتمع كفريضة دينية، وهذه القضية لعلها كانت منحصرة في المجتمع العربي الشرقي والجدال دائر بين العلمانيين والمتدينين، لكن قضية الحجاب اليوم اصبحت قضية عالمية، تُسن لها قوانين وتتخذ في حقها قرارات واحكام، وحصلت جراء ذلك تظاهرات عدة في كثير من دول العالم بين منددة بالاجراءات التي اتخذتها الحكومات في منع الحجاب وعدم السماح للطالبات بارتدائه، وبين اصوات منادية ومؤيدة لذلك، واليوم قضية الحجاب اصبحت محك لاختبار اللاجئين الذين هاجروا نحو اوروبا وتحديدا المانيا، ومتابعة المنظمات الالمانية لمدى اندماج الشرقيين العرب مع الجو الاوربي وهل فعلا سيندمج المهاجر ويطبق القوانين الالمانية وهل يتنازل عن فكرة الحجاب ويعطي للمرأة حريتها، وهل يصافح الرجل الشرقي المرأة وهل يسمح لمرأته بالمصافحة مع الرجال.

المتدينون وخاصة في الفكر الاسلامي يعتبر الحجاب فريضة سماوية وشريعة الهية فرضت على المرأة منذ سن البلوغ وعليها ان تلتزم بها فهو معيار وميزان لايمانها ومدى حرصها على تطبيق الشريعة، وهو يصون المرأة ويجعل منها جوهرة مكنونة تفرض احترامها على الجميع، بتغطية شعرها وجسدها. وهو لا ينافي حرية المرأة في التنقل والحركة وممارسة النشاطات العامة.

بينما العلمانيون والمتنورون يرون ان الحجاب لا علاقة له في الايمان بل ان الايمان لا يمكن ان يحدده شرط تغطية الراس فالكثير ممن يكشفن شعورهن هن قمة بالعفاف والايمان ويؤدين التكاليف الشرعية وهن في علاقة ايمانية متينة مع الرب. والحجاب عليه ان يكون خيار وليس فرض، والمرأة هي التي تحدد الوقت والمكان المناسب لها في ان ترتديه حسب ما يلائمها هي.

والجدال مضى عليه وقت كبير ولا زال قائم، ومن الواضح انه سيبقى مستمر فبين آونة وأخرى محجبة تتخلى عن حجابها وتعطي حججها واسبابها. والكل مقتنع برؤيته. فلا تسوية ولا تنازل من الفئتين.