أجراس المشرق فلتُقلَعْ ……

يبدو العنوان صادماً حقاَ ولكن الأرقام والإحصاءات التي تتوالى عن هجرة المسيحيين من الشرق أو تهجيرهم القسري تكاد تكون مرعبة، حيث أصبحت مهددة بالزوال و خاصة في العراق و سورية او إن تكلمنا عن الشرق الأوسط عموماَ حيث تواجدوا فيه أكثر من ألفي سنة و في أرض خرج منها السيد المسيح، وبسبب الأوضاع المزرية في العراق و الحرب الدائرة في سورية منذ أربعة أعوام كانت آليات التكيف و البقاء للأقلية المسيحية صعبة ان لم نقل مستحيلة و ذلك لعدة أسباب منها الحرب و الوضع الاقتصادي و لعل السبب الأوضح لنا هو ظهور جماعات متطرفة أصبحت تهدد و تسيطر وترتكب جرائم تجعل ممن سمع أو رأى يسارع ليؤمن حياة آمنة في أماكن لجوء و قد تكون حياة صعبة او بائسة و لكنها تحافظ على روحه و حياة أطفاله بأضعف الأحوال.
حيث ارتكبت داعش وأخواتها في الفترة الأخيرة عدة مجازر ومنها في الموصل والحسكة شمالي سورية طرحت العديد من الأسئلة لماذا المسيحي يفر هارباَ من غزاة ولا يدافع عن أرضٍ جذوره فيها موغلة في القدم، أم أن رغبة الحياة أقوى من رغبة الموت لديه ؟؟
إن واقع الحال ينبئ بانقراض المسيحية من هذه المنطقة بسبب الصعوبات والمآسي التي جابهتها وتجابهها رغم أنها ليست من أصعب الظروف التي مروا بها خلال الألفي سنة الماضية ولكن الإنسان في القرن الواحد والعشرون قد فتحت له أبواب عديدة وسهلت التكنولوجيا الكثير من المعوقات ولم يعد يحتمل التهميش والظلم والاعتداء.
.وقد نكون متشائمين ولكن يبقى الأمل بأن تعود أجراس المشرق لتقرع من جديد لا تُقلع والعلم عند الله.

أدهم حنين حلاق